شؤون محليةمثبت في الرئيسية

تحذيرات فلسطينية وعربية ودولية متصاعدة من اجتياح رفح

شعاع نيوز: تصاعدت التحذيرات الفلسطينية والعربية والدولية من تداعيات الهجوم الإسرائيلي المحتمل على رفح جنوبي قطاع غزة، بعدما وجّه الاحتلال إنذارا لتهجير سكان المناطق الشرقية بالمدينة.

جاء ذلك في سلسلة بيانات وتصريحات صدرت عن وزارات الخارجية والمتحدثين باسمها.

وقال مسؤولون وخبراء إن اجتياح رفح سيؤدي إلى كارثة جديدة، وفصل آخر من القتل والمجاعة في غزة، محذرين من عدم وجود مكان آمن يلجأ إليه السكان والنازحون، الذين يُقدر عددهم بحوالي 1.4 مليون نسمة.

وفيما يلي بعض ردود الفعل:

حذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، من أن سلطات الاحتلال بدأت فعليا التمهيد لارتكاب أكبر جريمة إبادة جماعية باجتياح رفح، محملا الإدارة الأميركية مسؤولية هذه السياسات الإسرائيلية الخطيرة.

وقال أبو ردينة، إن الإدارة الأميركية التي توفر الدعم المالي والعسكري للاحتلال، وتقف بوجه المجتمع الدولي لتمنع تطبيق قرارات الشرعية الدولية ووقف العدوان، هي التي تشجع نتنياهو وقادته بالاستمرار بمجازرهم ضد الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية، كما يحدث في محافظة طولكرم ومخيماتها.

وأضاف أبو ردينه، أن اجتياح رفح يعني أن مليون ونصف مواطن فلسطيني سيتعرضون لمذبحة إبادة جماعية، ومحاولات تهجير حذرنا منها سابقا، لذلك نطالب الإدارة الأميركية بالتحرك فورا ومنع الإبادة الجماعية والتهجير، ومحاسبة الاحتلال على الانتهاكات الخطيرة التي يرتكبها بحق القانون الدولي قبل فوات الأوان.

وأكد أن السلام والأمن في المنطقة بأسرها لن يتم دون حل عادل للقضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية.

كما أعلنت الرئاسة الفلسطينية أنها تُجري اتصالات مكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية خاصة الأميركية، لوقف مجزرة اجتياح رفح.

وأضافت، نطالب الإدارة الأميركية بالتدخل الفوري لمنع وقوع هذه المجزرة التي نحذر من تداعياتها الخطيرة، مشددة على أن اجتياح رفح يعني أن مليونا ونصف مليون مواطن فلسطيني سيتعرضون لمذبحة إبادة جماعية، ومحاولات تهجير حذرنا منها سابقا.

وجددت الرئاسة التأكيد، على أن السلام والأمن في المنطقة بأسرها لن يتما دون حل عادل للقضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية.

السعودية

حذرت السعودية، عبر بيان لوزارة خارجيتها، من مخاطر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح ضمن ما وصفتها بـ”حملتها الدموية الممنهجة لاقتحام كافة مناطق قطاع غزة وتهجير سكانه نحو المجهول وذلك في ظل انعدام الملاذات الآمنة بعد الدمار الهائل الذي تسببت به آلة الحرب الإسرائيلية”.

وأكدت المملكة “رفضها القاطع لمواصلة قوات الاحتلال انتهاكاتها السافرة لكافة القرارات الدولية الداعية لوقف هذه المجازر، وانتهاكها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني دون رادع بما يفاقم من الأزمة الإنسانية، ويحد من جهود السلام الدولية”.

وجددت مطالبة المجتمع الدولي بـ”التدخل فورًا لوقف عمليات الإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال بحق المدنيين العُزّل في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

مصر

وصفت مصر، عبر بيان لوزارة خارجيتها، العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح بأنها بمثابة “عمل تصعيدي”.

وحذرت من أنه “سينطوي عليها مخاطر إنسانية بالغة تهدد أكثر من مليون فلسطيني يتواجدون في تلك المنطقة”.

وطالبت مصر “إسرائيل بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب المزيد من التصعيد في هذا التوقيت بالغ الحساسية في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، وحقنًا لدماء المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لكارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء الحرب على غزة”.

وأكدت على أنها “تواصل اتصالاتها على مدار الساعة مع كافة الأطراف من أجل الحيلولة دون تفاقم الوضع أو خروجه عن السيطرة”.

الأردن

طالب الأردن، على لسان وزير خارجيته أيمن الصفدي، المجتمع الدولي بتحرك فوري لمنع حدوث “مجزرة” في رفح.

وأضاف الصفدي، في منشور عبر صفحته على منصة “إكس”، أن الفلسطينيين “يواجهون خطر مجزرة أخرى، تهدد قوات الاحتلال الإسرائيلي بارتكابها في رفح”.

وأضاف: “يجب على المجتمع الدولي كله التحرك فورا لمنعها”، لافتا إلى أن “فشل المجتمع الدولي في منع هذه المجزرة سيكون وصمة عار لن تمحى”.

وختم قائلا: “عار على النظام الدولي أن تظل الحكومة الإسرائيلية ترتكب المجازر دون موقف دولي رادع يلجم وحشيتها”.

البرلمان العربي

حذر البرلمان العربي من بدء إسرائيل “التمهيد لاجتياح رفح، وارتكاب أكبر جريمة إبادة جماعية جديدة بحق مليون ونصف المليون فلسطيني”.

وحمل البرلمان، في بيان، إسرائيل “المسؤولية كاملة عن التصعيد الخطير, وعرقلة مسار المفاوضات لإنهاء العدوان المتواصل منذ 7 أكتوبر الماضي”.

ودعا الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي إلى “الضغط على كيان الاحتلال الصهيوني لمنعه من ارتكاب مزيد من المجازر والجرائم بحق الشعب الفلسطيني ومحاسبته على الانتهاكات الخطيرة التي يرتكبها بحق القانون الدولي، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ووقف العدوان”.

وحذر من “الصمت المخزي الذي يشجع قادة كيان الاحتلال الصهيوني على الاستمرار في حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني, سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية”.

وأكد على “ضرورة وقف إطلاق النار وإحلال السلام, وضرورة السعي لحل عادل للقضية الفلسطينية وقيام دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس الشريف”.

الاتحاد الأوروبي

قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في منشور على منصة إكس، إن أوامر إسرائيل بترحيل المدنيين من رفح “غير مقبولة”، وتنذر بمزيد من الحرب والمجاعة.

بريطانيا

قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، اليوم الاثنين، إنه “يشعر بقلق عميق” إزاء هجوم تعد له إسرائيل على رفح جنوب غزة.

وقال سوناك لوسائل إعلام بريطانية “لقد قلت دائما إننا نشعر بقلق عميق إزاء احتمال التوغل العسكري في رفح نظرا لعدد المدنيين الذين يحتمون هناك وأهمية هذا المعبر للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة”.

فرنسا

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن الفلسطينيين النازحين في رفح يعيشون في “وضع سيئ جدا”، مؤكدة أن “التهجير القسري للسكان المدنيين يشكّل جريمة حرب بموجب القانون الدولي”.

وقال قصر الإليزيه، في بيان، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أجرى أمس الأحد اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد خلاله معارضة باريس الشديدة للهجوم على رفح، وضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كامل وعلى الفور.

ألمانيا

حذرت الحكومة الألمانية من شن عملية برية واسعة في رفح، مشددة على ضرورة الحيلولة دون وقوع مأساة إنسانية هناك.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية كاثرين ديشاور، خلال مؤتمر صحفي في برلين، إن هناك أكثر من مليون إنسان في رفح بحاجة إلى الحماية والدعم الإنساني.

أيرلندا

جدد رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس مطالبته لإسرائيل بالامتناع عن تنفيذ عملية عسكرية في رفح.

وقال مكتبه، في بيان، إن هاريس أجرى محادثة هاتفية مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز، وإنهما يتشاركان “القلق العميق إزاء التقارير، التي تفيد بأن إسرائيل أمرت بإجلاء المدنيين من أجزاء من رفح، استعدادا لعملية عسكرية”، مع التأكيد على أن هذه العملية ستؤدي حتما إلى عواقب إنسانية كارثية وفقدان أرواح مدنيين أبرياء.

النرويج

دعا وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، إسرائيل إلى التخلي عن الهجوم البري المحتمل على مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وقال إيدي في بيان صحفي اليوم الاثنين: “يجب على إسرائيل أن تتخلى عن خططها للدخول إلى مدينة رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني”.

وحذّر إيدي من أن الهجوم الإسرائيلي المحتمل على رفح سيكون بمثابة “مأساة” لسكان المنطقة و”سيجعل تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين أكثر صعوبة وخطورة”.

وأضاف قائلا: “غزة كارثة من صنع الإنسان، والكلمات لا تكفي لوصف الصعوبات التي يتحملها سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة منذ أكثر من 7 أشهر”.

وذكر إيدي أن كل هجومٍ يُعرّض إيصال المساعدات الإنسانية المهمة إلى غزة للخطر، يعد خيانة للنساء والأطفال الفلسطينيين”.

من جهته قال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند إن الهجوم الإسرائيلي على رفح قد يؤدي إلى “مرحلة أكثر دموية في هذا الصراع، مما يتسبب في معاناة مروعة لنحو 1.4 مليون مدني نازح في المنطقة”.

وأضاف أن الإنذار الذي أصدرته إسرائيل اليوم لآلاف من السكان للتوجه إلى منطقة المواصي “أمر يتعدى مرحلة القلق. فالمنطقة مثقلة بالأعباء بالفعل، وتخلو من الخدمات الحيوية”.

الأونروا

حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني من أن الهجوم على رفح سيفتح “صفحة جديدة من المأساة” التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة.

وأضاف في منشور على منصة إكس أن الهجوم سيجعل من الصعب إيقاف انتشار المجاعة في المنطقة، مؤكدا في الوقت نفسه أن الأونروا ستظل في رفح قدر الإمكان، وستواصل تقديم المساعدة.

الأمم المتحدة

حذرت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي من أن الهجوم على رفح سيكون “مجزرة كاملة”.

وقالت ألبانيزي، في تصريح لوكالة الأناضول، إن الحرب المستمرة على غزة منذ 7 أشهر هي “هجوم على سكان محاصرين في منطقة كثيفة السكان”، مشيرة إلى تدمير 70% من البنية التحتية.

اليونيسيف

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن نحو 600 ألف طفل في رفح مهددون بـ”كارثة وشيكة جديدة”، داعية إلى عدم ترحيلهم بالقوة.

وقالت مديرة المنظمة كاثرين راسل إن “رفح الآن مدينة أطفال، وليس لأطفالها أي مكان آمن في غزة يلوذون به. وإذا بدأت عمليات عسكرية واسعة، فلن يتعرض الأطفال لخطر العنف فحسب، بل أيضا للفوضى والذعر، وهم أصلا منهكون جسديا ونفسيا”.

المنظمة الدولية للهجرة

أعربت المنظمة الدولية للهجرة عن قلقها العميق بشأن “تهجير سكان غزة قسرا” من رفح، حيث لا يوجد مكان آمن للجوء إليه، وفقا للمنظمة.

مؤسسة أكشن إيد الخيرية

قالت مؤسسة أكشن إيد إن إجبار أكثر من مليون فلسطيني نازح في رفح على الرحيل دون وجود وجهة آمنة ليس أمرا غير قانوني فحسب، بل سيؤدي إلى عواقب كارثية.

وأضافت أن فرقها الإغاثية تبلغ بوجود “بعض أقسى الظروف في الذاكرة الحديثة، مع انتشار المرض والمجاعة والفوضى. ولنكن واضحين، لا توجد مناطق آمنة في غزة”.

وتعد مدينة رفح آخر ملاذ للنازحين في القطاع المنكوب، فمنذ بداية العملية البرية التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة في الـ27 من تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، يُطلب من المواطنين التوجه من شمال القطاع ووسطه إلى الجنوب، بادعاء أنها “مناطق آمنة”.

وتمتد رفح من البحر الأبيض المتوسط غربا إلى حدود 1967 شرقا، ومن الحدود المصرية جنوبا إلى حدود محافظة خان يونس شمالا، وتفصلها عن مدينة القدس 107 كيلومترات إذا سرت بخط مستقيم باتجاه الشمال الشرقي.

معظم أهالي مدينة رفح من اللاجئين الفلسطينيين الذين لجأوا إليها بعد نكبة 1948، وفيها مخيمات: الشابورة، والمخيم الغربي، ومخيم يبنا، ومخيم بدر، والمخيم السعودي، ومخيم الشعوت، وبلوك “أو”، والعديد من المخيمات تحت مسميات مختلفة.

واليوم، تتسع رفح على ضيق مساحتها المقدرة بنحو 65 كيلومترا مربعا، لأكثر من 1.5 مليون فلسطيني، اضطر أغلبيتهم إلى النزوح إليها سعيا إلى الأمان.

ويواجه النازحون ظروفا مزرية داخل آلاف الخيام المنتشرة في جميع أنحاء المدينة، حتى إن الأرصفة ازدحمت بتلك الخيام، وتحولت الطرق الرئيسية إلى أسواق مكتظة.

ويُعتبر معبر رفح البري شريان حياة لمواطني قطاع غزة، والمنفذ البري الوحيد لإدخال المساعدات وإجلاء المصابين، وأي هجوم عسكري على رفح يعني الحرمان من المساعدات الغذائية والطبية.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه برا وبحرا وجوا على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، الذي أسفر عن استشهاد 34735 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 78108 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.


الرئاسة تحذر من بدء الاحتلال بارتكاب جريمة إبادة جماعية في رفح


 

تابعنا على تلجرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى